الأربعاء، 12 يونيو 2013

حقوق الإنسان في الإسلام: الأهمية والمصادر.


إعداد/ طلال السناني
 
أولا: أهمية حقوق الإنسان في الإسلام:

إن موضوع حقوق الإنسان ليس بالموضوع الغريب على المسلمين، حيث أن جميع الأحكام الشرعية قد شرعت لتحقيق مصالح العباد ودرء المفاسد عنهم، سواء كانت تلك المصالح فردية أم عامة.

يقول شيخ الإسلام ابن تيميه: "إن الشريعة الإسلامية جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها"([1]).

وتبرز أهمية حقوق الإنسان في الإسلام من خلال ما يلي:

1.      تحقيق العدل: والعدل هو إيفاء الحقوق لأصحابها،  وقيمة العدل هي قيمة أصيلة من قيم الإسلام، ومبدأ أساسي من مبادئه، قال تعالى: (...وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل...) (النساء: 58). وقال تعالى: ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) (المائدة:80) ، فإقامة العدل بين الناس هو ضمان لبناء مجتمع قوي ومتماسك يشيع فيه روابط الأخوة والمحبة، والشعور بالأمن والطمأنينة لكل أفراده.

2.      منع الظلم: والظلم هو منع الحقوق عن أصحابها، قال الله تعالى : (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) (الأعراف:85) ، وقال عليه الصلاة والسلام: (اتقوا الظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة...) . (رواه مسلم:2578).

3.      تحقيق كرامة الإنسان: لقد كرم الله عز وجل الإنسان، وضمن استمرار هذه المنحة الإلهية، قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) (الإسراء:70)، وحقوق الإنسان في الإسلام تسعى إلى المحافظة على هذا التكريم، لأن الكرامة الإنسانية هي جوهر الحق.

4.      أن حقوق الإنسان تنبثق من العقيدة الإسلامية وهو جزء من التصور الإسلامي والعبودية لله تعالى وفطرة الإنسان التي فطره الله عليها.

5.                  شمولية الحقوق في ضوء الكتاب والسنة النبوية، بل أن هذه الحقوق حقوق عامة للجميع دون تمييز.

6.                  استمرارية هذه الحقوق وعدم قبولها للتعديل أو التعطيل.

 

 

ثانيا: مصادر حقوق الإنسان في الإسلام:

إن مصادر حقوق الإنسان في الإسلام هي:

أولا: القران الكريم: وهو "كلام الله المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام المدون بين دفتي المصحف المتعبد بتلاوته، المتحدى بأقصر سورة منه والمنقول إلينا تواتراً "([2]).

 ثانيا: السنة النبوية المطهرة وهي: "ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير" ([3])، فقد قرر الله عز وجل جميع الحقوق لخلقه ، وجاءت السنة النبوية لتأكيد هذه الحقوق والعمل بها.

 يقول أحد الباحثين: "لقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم حاضنا سماويا لحقوق البشر، وجاءت السنة النبوية الشريفة لتقدم للإنسانية أروع المثل في الإعلاء من شأن الإنسان والتعريف بحقوقه. فالإسلام عقيدة حب، وملحمة تسامح، وينبوع قيم سماوية لا تنضب"([4]).

 

وعند تقسيم مصادر حقوق الإنسان في الإسلام نجد القرآن الكريم والسنة النبوية هما المصدرين الأصليين لحقوق الإنسان،  وتأتي المصادر التبعية والتي تتبع المصادر الأصلية – القرآن والسنة – في إقرارها من حيث صحتها أو بطلانها ، مثل: الإجماع والقياس.



([1])  ابن تيميه، منهاج السنة النبوية، الرياض، جامعة الامام محمد بن سعود، ط1، 1406ه، (1/551).
([2])  نقلا عن: عباس شومان، مصادر التشريع الإسلامي، القاهرة، الدار الثقافية للنشر، ط1، 1420هـ ، ص35.
([3])  المرجع السابق، ص52.
([4])  علي وطفة، حقوق الإنسان وقيم التسامح في الإسلام، جامعة الكويت، ملف منشور على شبكة الانترنت على الرابط : http://www.watfa.net/518.pdf، ص1.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق