الأربعاء، 12 يونيو 2013

(التربية الإسلامية والتحديات المعاصرة)


 

إعداد / طلال السناني
 

المفهوم العام للتربية :

 إعداد الفرد والمجتمع إعداداً متكاملاً من جميع النواحي.

ووفق ذلك يكون مفهوم التربية الإسلامية: إعداد الفرد والمجتمع إعداداً متكاملاً من جميع النواحي في ضوء أهداف التربية الإسلامية.

وتكمن أهمية التربية (عامة) بأنها:

·       وسيلة لحفظ الأمن.

·       تعمل على تنظيم العلاقات.

·       إيجاد فرد صالح في نفسه وأسرته ومجتمعه.

·       إعداد الأسرة في جميع النواحي: الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ...

·       تقدم أي بلد وأي أمة من أسبابه الرئيسة التربية الجيدة.

 

أما أهمية التربية الإسلامية فتتمثل في النقاط التالية:

·       توجيه الإنسان لما خلق له.

·   أن مصدرها وتوجيهاتها ربانية إلهية وهناك فرق بين التربية ذات المصدر العقلي الأنساني وبين التربية ذات المصدر والتوجيه الرباني وهذه أعظم ميزة للتربية الإسلامية.

·       إسعاد المسلم في الدنيا والآخرة.

·       إعداد المسلم في جميع جوانب حياته : مع نفسه وأسرته ومجتمعه.

·   تكمن أهمية التربية الإسلامية في كون غايتها الأساسية هي عبادة الله عز وجل ؛ مما يجعل الفرد يؤدي جميع واجباته الأسرية والمجتمعية.

·       إيجاد مجتمع نموذجي متقدم خالي من جميع الانحرافات .

·   من أبرز مميزات التربية الإسلامية أن الأجر للمسلم في دنياه وآخرته، وفق عمله الذي يؤديه في ضوء التربية الإسلامية.

·       من أهمية التربية الإسلامية أن لها (خصائص ومميزات) لا توجد مثلها في أي تربية أخرى.

·       التربية الإسلامية تربية قائمة على الممارسة العملية.

 

 

خصائص التربية الإسلامية

 

خاصية الربانية: أي أن مصدرها الأساسي هو الله عز وجل.

خاصية الكمال والتكامل: ويعني الكمال التمام وعدم النقص، بينما يعني التكامل : أن كل جانب من جوانب التربية يكمل الجانب الآخر لتحقيق الكمال. ومن ابرز ثمار الكمال والتكامل: أن التربية الإسلامية تربية قوية، وتبني الفرد والمجتمع المسلم بشكل صحيح، وتعطي الإنسان كل ما يحتاجه، فالتربية الإسلامية تربي الإنسان تربية كاملة.

خاصية الشمول: ومن خلال تطبيق الشمول على أرض الواقع يتضح لنا خاصية الكمال والتكامل للتربية الإسلامية.

خاصية الثبات والمرونة: ويقصد بالثبات ، الثبات من حيث الهدف والغاية ، ويعني الثبات عدم التغير من حيث العقائد الثابتة والعبادات. ومن ابرز ثمار الثبات: عدم تأثره بالمؤثرات الحاضرة لذا لا يمكن أن تتدخل الأهواء به في سبيل تغييره.

أما المرونة: هي التغير وهي تدخل بالأساليب والوسائل في التربية الإسلامية والدعوة ، فمثلا التربية الإسلامية تربية مرنة تعاملت مع وسائل الاتصال الحديثة والتقنية ... الخ.

ولذا نجد أن من ثمرات المرونة: تطور المجتمع وعدم جموده، وجعلت الإنسان قادر على العيش في أي زمان ومكان وغير محصور في زاوية معينة حيث يعيش التقدم في جميع المجالات الحياتية وفقا لشرع الله وغير مخالف له.

والمرونة تسمح للمسلم باستخدام كل جديد ومفيد شريطة توافقه مع الشرع.

خاصية الواقعية: أي أن التربية الإسلامية قابلة للتحقيق على أرض الواقع. والواقعية تعني عدم الخيال والمبالغة ، وتعني إمكانية التطبيق على أرض الواقع ، قال تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها..)، فلا تطلب التربية الإسلامية من الفرد أو الأسرة أو المجتمع ما لا يطيق ومن الأمثلة على ذلك أحكام المريض والمسافر .. أي أنها تراعي الظروف ، وتتوافق مع الإمكانات والقدرات البشرية.

ومن أبرز ثمار خاصية الواقعية: أنها تربية متوافقة مع قدرات وإمكانات الإنسان، وأن المسلم يحيا حياة مطمئنة كون التربية الإسلامية بواقعيتها لا تفرض عليه أي نوع من التحديات فالتربية الإسلامية تربية واقعية متوافقة مع قدرات البشر وإمكاناتهم.

خاصية الموازنة بين الفرد والمجتمع: ويعني ذلك أن التربية الإسلامية وازنت بين الفرد والمجتمع ، فلا تغفل متطلبات أحد على حساب الآخر ، فعلى سبيل المثال التربية الاشتراكية أخذت من الفرد وأعطت الجماعة ، بينما الرأسمالية ركزت على الفرد ، وجاءت التربية الإسلامية وسطية بينهما، فلم تغفل نقطة على حساب نقطة أخرى، فالفرد مهم وله دور وواجبات وحقوق، وكذلك المجتمع له دور وحقوق وعليه واجبات.

ومن أبرز ثمار (الموازنة بين الفرد والمجتمع) في التربية الإسلامية:

أن الفرد أصبح يؤدي دوره والمجتمع يؤدي دوره بدون أي تناقض أو تعارض بينهما، مما يسهم في رقيهما وتحقيق التكامل بينهما.

وأن التربية الإسلامية استطاعت تحديد الخطوط بين حرية الفرد وحرية المجتمع.

خاصية الإنسانية العالمية:

أي أن التربية الإسلامية عالمية لكافة البشر ، تصلح للمسلم وغير المسلم، في أي زمان وأي مكان، ولكافة البشر، قال تعالى: ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). ولم يقل للمسلمين.

أي أنها لا تفرق بين طبقات البشر فالناس سواسية (عقيدة واحدة ، قبلة واحدة ، غاية واحدة ).

ومن ابرز ثمار خاصية الإنسانية والعالمية:

التوازن والتراحم والتعاون بين الشعوب.

قضت على الطبقية والعنصرية والتفرقة بين الجماعات.

استطاعة المسلم أن يعيش في أي مجتمع ، وأيضا ساهمت هذه الخاصية في قدرة غير المسلم العيش في مجتمع إسلامي.

خاصية التدرج:

أي أن التربية الإسلامية تراعي طبيعة الإنسان، فمثلا التدرج في الصوم والصلاة وتحريم الخمر ..

ومن ثمرات هذه الخاصية: أن التطبيق حسب الاستطاعة، وتقوية الإيمان وتثبيته.

خاصية الاستمرارية:

أي آن التربية الإسلامية تربية مستمرة مع الإنسان ، تهتم به منذ ولادته حتى شيخوخته، وفي كل مرحله من مراحل نموه تعطيه ما يناسبه.

ومن ثمراتها: أن الإنسان يكتسب تربية قوية وكاملة ومستمرة.

خاصية الوسطية والاعتدال:

ويقصد بالوسطية: العدل، فلا غلو ولا جفاء. ويمكن أن نلحظ ذلك في أن التربية الإسلامية تعمل على تنمية شخصية المسلم في جميع النواحي ولم تركز على ناحية وتغلو فيها، وتجفو ناحية أخرى. وتبرز خاصية الوسطية في التربية الإسلامية في عدة جوانب : السياسية، الاقتصادية ، الاجتماعية ، الجسمية ، العقلية .... ومن ابرز ثمارها: تكليف الإنسان بما يطيق.

 

مفهوم التحديات

السؤال الرئيس:هل يقصد بالتحديات الصعوبات والعقبات، وهل هي ايجابية أم سلبية ، وما النظرة التربوية والنفسية للتحديات؟

المفهوم المقترح للتحديات:

( هو ذلك الوضع الذي يمثل وجوده أو عدم وجوده تهديداً أو إضعافا أو تشويهاً ، كليا ً أو جزئياً ، دائما ً أو مؤقتاً ، لوجود وضع آخر يراد له الثبات والقوة والاستمرار).

والتحدي من خلال التأمل في معانيه في اللغة: يبرز جانب مهم وهو أن التحدي ليس شرطا أن يكون سلبيا بل يمكن أن يكون التحدي له آثار ايجابية فالتحدي في اللغة من معانيه المبارزة والمبادرة ويلاحظ من ذلك أن التحدي هنا قد أدى إلى تحفيز الذات والقدرات وهذا اثر ايجابي ، فأي صعوبة أو تحدي تواجه الإنسان وتشجعه على المبادرة نوع من أنواع التحدي الايجابي ، ...

النظرة التربوية والنفسية للتحديات:

يجب عند تناول هذه المفهوم أن نبرز جانبين مهمين :

الأول: الآثار التربوية والنفسية للتحديات (جانب التأثر).

الثاني: كيفية تأثير الجوانب التربوية والنفسية في مواجهة التحديات (جانب التأثير).

فالجانب الأول: يقصد به أن للتحديات بعض الآثار التربوية والنفسية على الفرد والمجتمع ومن ابرز هذه التحديات التي تأثر على الجوانب النفسية والتربوية : الغزو الفكري والعولمة ... ويظهر أثرها على شكل : التقليد ، والانبهار ، والانهزامية ، والنظرة الدونية للمجتمع وللفرد.

أما الجانب الآخر: فالتحديات يجب أن تؤثر بها الجوانب التربوية والنفسية من خلال شحذ الهمم لمواجهة هذه التحديات من خلال تفجير طاقات الفرد والمجتمع وصناعة الإبداع وكل ذلك آثار تربوية ونفسية تعمل على مواجهة هذه التحديات من خلال التأثير عليها وليس التأثر بها فقط.

 

وهنا يبرز سؤال مهم ألا وهو كيف يمكن الربط بين خصائص التربية الإسلامية ومفهوم التحديات بشقيها الإيجابي والسلبي؟

فعلى سبيل المثال نجد أن من خصائص  التربية الإسلامية المرونة والتي من خلالها يمكن تطويع المنجزات الحضارية الحديثة مثل وسائل الاتصال والتقنية من خلال ابتكار الأساليب والأدوات والوسائل للتغلب على هذه التحديات ومواجهتها والاستفادة منها.

أما التحديات بجانبها السلبي مثل الغزو الفكري وحقوق المرأة والتحديات الاقتصادية فيتم علاجها في ضوء خصائص التربية الإسلامية كالتالي:

حقوق المرأة: يمكن للتربية الإسلامية مواجهة مشكلة المطالبة بحقوق المرأة بمواجهتها بالشمولية ..ومن خلال النظرة المتوازنة لهذا التحدي .

والتحدي المالي:  وجد أن هذا التحدي المالي يمكن معالجته في ضوء أهداف وخصائص التربية الإسلامية من خلال خاصية الشمول والعالمية للتربية الإسلامية.

 

التفاعل الحضاري

مفهومه - أهميته – ضوابطه

التفاعل الحضاري هو:

التواصل والتأثر والتأثير بين الحضارات .

ومن أبرز فوائده (أهميته) :

·       نشر رسالة الإسلام فبدون تفاعل حضاري مع الآخرين لا يمكن الوصول إلى الآخر .

·       الاستفادة من العلوم النافعة التي سبقنا بها الآخرين مثل العلوم الطبية والتقنية والعلمية والتربوية والزراعية ...

·       أن من أهم أسباب تقدم ورقي العالم الإسلامي التفاعل مع الآخرين .. للاستفادة من تجاربهم .

·   أن التفاعل الحضاري سبيل لنشر السلام العالمي ، والتعاون العالمي المفيد والعدالة العالمية ، من خلال الحوار والاتفاقيات التي تعد من ابرز وسائل التفاعل الحضاري .

·       أن التفاعل الحضاري سبيل لمعالجة الصراعات والحروب والخلافات الموجودة في العالم .

·       أن التفاعل الحضاري هو أسلم طريق للوصول إلى الحق ونشره وكشف الباطل من الأقوال والأعمال.

·       انه سبيل في تبادل المصالح والمنافع بين الشعوب.

 

ضوابط التفاعل الحضاري:

يجب أولا أن نفرق بين التفاعل الحضاري ، ومفهوم (تقارب الأديان) فتقارب الأديان غير مطروح ولا نؤمن به فالدين عند الله الإسلام. ومن أبرز ضوابط التفاعل الحضاري ما يلي:

·   يجب أن يكون التفاعل الحضاري مبني على موافقته للشرع فأي تفاعل حضاري يتعارض مع الشرع يتم رفضه، ليس في مضمونه فقط بل أيضا في وسائله وذلك بعد قياسه بمقياس الشرع.

·       أخذ المفيد الناتج من التفاعل الحضاري ورد الضار ، شرط أن يكون مفيد وموافق للشرع.

·       أن يكون الهدف الرئيس من هذا التفاعل هو نشر الإسلام وتقدم حضارته وقوته.

·   التدرج والبدء من الأهم إلى المهم أي ترتيب الأوليات فبعض نواتج التفاعل الحضاري مع أنها غير ضارة ولكن تضعف أهميتها مقارنة بغيرها ، فيجب البدء بالمهم وعلى سبيل المثال: القوة العسكرية .. والقاعدة المهمة هنا هي ( الأهم أولاً).

·   المحافظة على الهوية الإسلامية والعزة والكرامة ، والاعتزاز بالإسلام فلا يقبل تفاعل حضاري يكون على حساب الهوية والعزة الإسلامية.

 

دور التربية في مواجهة العولمة


دور التربية الإسلامية في مواجهة تحديات العولمة:

أهم أنواع العولمة : العولمة الثقافية – العولمة الاقتصادية – العولمة السياسية

وأهم هذه الأنواع وأشدها خطراً العولمة الثقافية ، ويبرز دور التربية الإسلامية في مواجهة العولمة الثقافية من خلال محورين هامين :


 

التربية من خلال التحصين والوقاية (الدور الوقائي البنائي)
التربية من خلال دورها الإنمائي
(الدور الإنمائي)
يعتبر هذا الدور للتربية الإسلامية هو خط الدفاع الأول في مواجهة تأثير العولمة الثقافية ، من خلال تحصين النشء من تأثيرات العولمة فالتحصين من الداخل من جميع النواحي الروحية والعقلية والنفسية يجب أن يكون هو أول دور تقوم به التربية الإسلامية حيث يجب أن يكون البناء التربوي شامل ومتكامل من خلال الأسرة والمدرسة والإعلام ، دون تناقض بينهما ، ويجب على التربية الإسلامية أن تستخدم كافة الأدوات(وسائل الاتصال ، التقنية ..) والأساليب( الثواب ، القدوة ، الحوار ، الإقناع ..) والوسائل ( المدرسة، المجتمع، الأسرة ، الإعلام...) بتكامل وشمولية في سبيل تحقيق نفس الهدف دون أي تعارض ليكون أثر التربية أقوى.
يبرز هذا الدور للتربية الإسلامية في مواجهة العولمة الثقافية من خلال نشر التربية الإسلامية من خلال ما يسمى (العولمة الإسلامية) فالتربية الإسلامية تربية عالمية يجب عولمة الآخرين بها ، من خلال إدخالها في المجتمعات الغربية فالمشكلة ليست في التربية الإسلامية نفسها بل بنا كمجتمع إسلامي تقاعس عن نشر التربية الإسلامية المتكاملة ، ويجب علينا أن نتخذ موقف الهجوم بدلا عن موقف الدفاع فيتم التأثير بهم بدلا من التأثير بنا فقط، ويجب في سبيل ذلك اتخاذ كل وسائل وأدوات وأساليب التربية الحديثة لنشر الإسلام والعولمة الإسلامية.

 

التربية الإسلامية ودورها في مواجهة العولمة الاجتماعية:

- يجب أولا ملاحظة ما تقوم به العولمة الاجتماعية من نشر بعض العادات والتقاليد السيئة (مرحلة التشخيص) التي تسببت في كثير من مشكلات المجتمع مثل( هدم البناء الأسري- تغيير العادات والتقاليد- تغيير البناء الاجتماعي سلبا..)

 وتستطيع التربية الإسلامية معالجة ذلك من خلال:

بناء الأسرة القوية المتماسكة المحصنة غير القابلة للتفكك والعمل على أن يكون هذا البناء كحصين ذاتي يتصدى لأي محاولة للعولمة الاجتماعية. ويجب أن تتجاوز القوة الأسرية الإسلامية الحدود لتخترق المجتمعات الغربية. من خلال الوسائل والأدوات والأساليب الشاملة.

 

 

أنواع التحديات

العقدية – الفكرية – الثقافية

أولاً: التحديات العقدية

التحديات العقدية : هي مشكلات وصعوبات تواجه العالم الإسلامي في مجال عقيدته.

فأي خلل في العقيدة يؤثر مباشرة في النسيج الإسلامي والعلاقات العامة والخاصة لذا يجب أن تعطى التحديات العقدية أهمية كبرى في التعرف عليها وعلاجها وأهم مصادرها .

وهناك نوعين من التحديات العقدية :

الأول: التحديات العقدية الداخلية: وهي التي تنبع من داخل المجتمع مثل انتشار الفرق والمذاهب الضالة والباطلة، مما أدى إلى تقسيم العالم الإسلامي من خلال هذه المذاهب والفرق ونشؤ الصراعات المختلفة ، مع ملاحظة قلة عدد المتمسكين بالمنهج الصحيح (منهج السنة والجماعة) ، في العالم الإسلامي .

وقد كان من المفترض أن العقيدة الصحيحة تجمع الأمة ولكن الواقع الحالي يشير إلى تفرق وتمزق واضح في النسيج الإسلامي لأن لكل فرقة عقيدة معينة.

ومن أبرز سبل مواجهة التحديات العقدية الداخلية : التمسك بالكتاب والسنة، اللقاءات والندوات ، الحوار بين الفرقاء، دراسة الحلول المختلفة مثل: غرس العقيدة الصحيحة في نفوس الناشئة من خلال المناهج الدراسية.

الثاني: التحديات العقدية الخارجية: ومن أهمها العلمانية التي تدعو إلى فصل الدين عن الدولة ، والتشكيك في العقيدة من خلال الإعلام الغربي مثل مقولة: (أنها عقيدة قديمة وغير متطورة، وتعمل على تقييد الحريات).

ويتم مواجهة هذه النوع من التحديات من خلال: التحصين الداخلي الذاتي ونشر العقيدة الصحيحة ، وتفعيل دور الإعلام في نشر منهج العقيدة الصافية.

ومن التحديات الخارجية يبرز تحدي (الاستشراق) الذي يسعى إلى نشر أكاذيب في العقيدة في سبيل إضعاف العقيدة في نفوس المسلمين.

 

ثانيا: التحديات الفكرية

وهذا التحدي من التحديات الخطرة لأنه يتعلق بفكر الإنسان الذي ينتج عن التعامل مع الدين والثقافة وغيرها من الأفكار.

وهناك غزو فكري كبير لتغيير تصورات المسلمين عن دينهم وعقيدتهم وقيمهم وعاداتهم ، من خلال إبراز مفاهيم مختلفة على سبيل المثال: حرية المرأة، والحرية الشخصية، وربط الجهاد بالإرهاب ..

والتحديات الفكرية نوعان:

النوع الأول: التحديات الفكرية الداخلية: أي الموجودة والنابعة من داخل العالم الإسلامي مثل التيارات الفكرية التي يجب مواجهتها، ويمكن ملاحظة تلك التيارات من خلال الإعلام والقنوات الفضائية حيث تنبع هذه الأفكار الشاذة من أفراد محسوبين على المفكرين في  العالم الإسلامي والذين يطلقون أفكار تتناقض مع الفكر الإسلامي الصحيح، والتي تعمل على تغيير تصورات الشباب المسلم في مجالات الحريات وغيرها ..

ويمكن مواجهة هذا التحدي الداخلي من خلال غرس العقيدة الصحيحة في نفوس الناشئة من خلال المناهج الدراسية والأسر ، والتأثير على الفكر وتوجيهه إلى الفكر الإسلامي الصحيح. والعمل على تحصين الشباب من خلال إيضاح وبيان وثقافة الفكر الإسلامي الصحيح.

 

النوع الثاني: التحديات الفكرية الخارجية:

تم استخدام الغزو الفكري الخارجي بدلا من الغزو المادي العسكري ومن أهم هذه التحديات العولمة وتفعيل وسائلها : الانترنت ووسائل الاتصال ، وتتم المواجهة من خلال الأسرة ، والتعليم، والإعلام.

ويجب استغلال العولمة ووسائلها في نشر الفكر الإسلامي من خلال الفرص الموجودة في ايجابيات العولمة.

 

ثالثا: التحديات الثقافية:

الفكر يؤثر على الثقافة وتؤثر الثقافة على الفكر.

والغزو الفكري يركز على فكر الأفراد وتصوراتهم ، بينما الغزو الثقافي يركز على العادات والتقاليد والتراث والانجازات.

وتقسم التحديات الثقافية إلى نوعين :

الأول: التحديات الثقافية الداخلية:

والتي تنبع من داخل المجتمع وتعمل على تسفيه ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده خصوصا من بعض المثقفين المحسوبين على المثقفين المسلمين ، حيث يسعون إلى نشر بعض السلبيات حول تراثنا ومعتقداتنا وتقاليدنا وعاداتنا وثقافتنا الإسلامية من خلال ادعائهم أن الثقافة الإسلامية غير مرنة ومتأخرة ومن أبرز هذه التيارات (التيار الحداثي).

وتكون المواجهة من خلال المؤسسات التربوية وعملها على ترسيخ الثقافة الإسلامية الصحيحة حول مجالات (ثقافة الحرية، ثقافة المرأة ، ثقافة الجهاد..).

ويمكن ضم محاولات نشر الاحتفالات والمناسبات وطرق الأكل واللباس إلى التحديات الثقافية.

الثاني: التحديات الثقافية الخارجية:

مثل العولمة وما تصبه العولمة من هجوم على التراث والتاريخ والقيم والعادات والمعتقدات الإسلامية من خلال الإعلام والصحف والمجلات ... .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق