الأحد، 28 أكتوبر 2012

الواقع التعليمي للأقلية العربية المسلمة في بريطانيا

بسم الله الرحمن الرحيم
   

الواقع التعليمي للأقلية العربية المسلمة في بريطانيا 

دراسة من إعداد
طلال مسلم سليمان السناني
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
12/12/1433ه




 

الفصل الأول: التمهيدي
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم، الرحمة المهداة والنعمة المسداة، وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن الله عز وجل قد بعث الأنبياء بالحق، وللدعوة إلى إفراد الله بالعبادة، قال تعالى:( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون ([1])(، وقال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ...)([2]) ، فالإسلام هو نعمة من أعظم نعم الله التي منَّ بها عز وجل على عبادة، وقد دخل الناس في هذا الدين العظيم أفواجا، ومن كل حدب وصوب، لأنه الدين الحق، الذي ارتضاه الله عز وجل لعبادة؛ ولهذا نجد أن الدين الإسلامي قد انتشر في أصقاع العالم، شماله وجنوبه، شرقه وغربه، فلا نجد مكان في هذا العالم الواسع إلا ونجد هناك من يشهد أن لا إله إلا الله وان محمداً عبده ورسوله، ومع ذلك نجد من يحارب هذا الدين وأهله، قال تعالى:( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)([3]).
 وفي ظل هذه الحرب الشعواء على الإسلام وأهله، نجد هناك أقليات مسلمة تعيش في بلاد الكفر؛ لظروفها المختلفة والمتباينة، وقد عانت ما عانت من الحرب عليها وعلى دينها، ومع هذا فإنهم يكافحون وينافحون من أجل دينهم الذي ارتضوه لهم دينا.
ويطلق على هولاء المسلمين في بلاد الكفر مسمى الأقليات المسلمة، ذلك أنهم يعيشون وسط كثرة غير إسلامية، وفي مجتمعات غير مسلمة، فتأثرت جميع أحوالهم، الدينية والسياسية، والاجتماعية ، والاقتصادية ، والتربوية والتعليمية، وفي جميع مناحي الحياة الأخرى.
وتواجه هذه الأقليات المسلمة تحديات عظيمة يجهلها الكثير من أبناء الإسلام الذين يعيشون في ديار الإسلام.
 وانطلاقاً من قول  رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَرَى المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى»([4]).
رأى الباحث أهمية إفراد هذه الدراسة، لتناول وضع من أوضاع هذه الأقليات في بلاد الغرب وتحديداً في بريطانيا؛ لما تعانيه هذه الأقلية من تحديات كبيرة وعلى جميع الأصعدة.
 ولتنوع هذه التحديات وتشعبها، ولتركيز الضوء أكثر، رأى الباحث أن يتناول الواقع التعليمي - على وجه الخصوص – للأقلية العربية المسلمة في بريطانيا - مع التطرق لبعض الجوانب التي لابد من تجليتها وإيضاحها والتي لها علاقة كبيرة ومباشرة في موضوع هذه الدراسة- ذلك أن التعليم من أهم الوسائل التي تعمل على الحفاظ على الدين الإسلامي والهوية العربية في قلوب الناشئة .
سائلا المولى عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن يسهم ولو بشكل بسيط في تسليط الضوء على وضع أخوة لنا في الدين يعيشون في بلاد غير مسلمة، صابرين محتسبين على ما يعانون من آلام الغربة ، والبعد عن ديارهم في سبيل دينهم، وما يواجهونه من أعداء الدين من تضييق وإبعاد وتجاهل.

أهمية الدراسة:
تأتي أهمية الدراسة للأسباب التالية:
1.      قلة الدراسات العلمية التي تناولت التحديات التعليمية للأقليات العربية المسلمة في بلاد الغرب عموماً ، وفي بريطانيا خصوصاً، وهذا ما تحاول الدراسة الحالية تحقيقه.
2.      كثرة عدد المسلمين العرب في بريطانيا مقارنة ببعض الدول الغربية، وما يترتب على ذلك من تعاظم التحديات التي تواجه هذه الأقلية المسلمة.
3.      تسليط الضوء على المنجزات التعليمية الناجحة، للأقلية العربية المسلمة في بريطانيا، وكيفية تجاوزها لبعض التحديات الصعبة التي واجهتها؛ لتعميمها في أوساط الأقليات المسلمة في البلدان الأخرى.
4.      إن هذه الدراسة تسعى إلى الإسهام في إثراء البحث في مجال الأقليات المسلمة حول العالم؛ لما في ذلك من توثيق الروابط والصلات بين المسلمين في كافة أرجاء المعمورة.
5.      إمكانية الاستفادة من نتائج ومقترحات هذه الدراسة في دعم العمل الفردي والمؤسسي للأقلية العربية المسلمة في بريطانيا، ويمكن أن يستفيد من هذه الدراسة:
·       الطلاب المسلمين المبتعثين للدراسة في بريطانيا.
·       الدعاة في مختلف أرجاء العالم الإسلامي.
·       جميع المسلمين في العالم الإسلامي، لما لهذه الأقليات من حق الأخوة والنصرة.
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة بشكل رئيس إلى تحقيق الأهداف التالية:
- بيان مفهوم الأقليات المسلمة.
-  الكشف عن أهم التحديات التي تواجه الواقع التعليمي للأقلية العربية المسلمة في بريطانيا.
- تقديم الحلول والمقترحات التي يمكن أن تسهم في مواجهة هذه التحديات التعليمية والتربوية للأقليات العربية المسلمة في بريطانيا.
مشكلة الدراسة وتساؤلاتها:
تسعى هذه الدراسة للإجابة عن السؤال الرئيس التالي:
ما الواقع التعليمي للأقلية العربية المسلمة في بريطانيا؟
ويتفرع عن هذا السؤال الأسئلة التالية:
- ما مفهوم الأقليات المسلمة؟
-  ما أهم التحديات التي يواجهها الواقع التعليمي للأقلية العربية المسلمة في بريطانيا ؟
- ما أهم الحلول والمقترحات التي يمكن أن تسهم في مواجهة التحديات التعليمية والتربوية للأقلية العربية المسلمة في بريطانيا؟


منهج الدراسة:
    للإجابة عن أسئلة الدراسة وتحقيق أهدافها، فإن الباحث يستخدم المنهج الوصفي التحليلي وهو المنهج الذي يقوم على وصف وتحليل ما حصل عليه الباحث من معلومات تحليلا ًكمياً أو تحليلاً كيفياً.([5])
الدراسات السابقة:
     من خلال البحث والتقصي، لم يجد الباحث أي دراسة علمية تناولت موضوع الدراسة الحالية بشكل مباشر ، علما بأن هناك مقالات بحثية على شبكة الانترنت قد تناولت أوضاع الأقليات المسلمة في بلاد الغرب بشكل عام، وغير متعمق.
بينما استطاع الباحث أن يجد دراسة علمية متعمقة، تناولت موضوع الأقليات المسلمة في بريطانيا، ، بعنوان:

تعليم أبناء الأقلية المسلمة في بريطانيا([6])

وقد سعت الدراسة إلى الوقوف على طبيعة تعليم أبناء الأقلية المسلمة في بريطانيا

وركزت الدراسة على الكشف عن الأوضاع العامة للأقلية المسلمة في المجتمع البريطاني من حيث الوضع السكاني لهم، وصورة الإسلام في بريطانيا، والوقوف على أهم الإشكاليات التي تواجه الأقلية المسلمة موضوع الدراسة. ومن ناحية أخرى بيان أهم الصيغ التعليمية التي يعتمد عليها تعليم أبناء الأقلية المسلمة في بريطانيا.
وتختلف هذه الدراسة عن الدراسة الحالية، كون الدراسة الحالية تناولت الواقع  التعليمي للأقلية العربية المسلمة في بريطانيا، بينما ركزت الدراسة السابقة على أهم الصيغ التعليمية التي يعتمد عليها أبناء الأقلية المسلمة في بريطانيا.
خطة الدراسة:
تشمل الدراسة على أربعة فصول، وقائمة بالمصادر والمراجع.
الفصل الأول: التمهيدي، ويشمل على:
المقدمة، وأهمية الدراسة، وأهداف الدراسة، ومشكلة الدراسة وتساؤلاتها، ومنهج الدراسة، والدراسات السابقة، وخطة الدراسة.
الفصل الثاني: الأقليات المسلمة في العالم،  ويشمل على:
المبحث الأول: مفهوم الأقلية المسلمة.
المبحث الثالث: عدد الأقليات المسلمة في العالم.
الفصل الثالث: الواقع التعليمي للأقلية العربية المسلمة في بريطانيا، ويشمل على:
المبحث الأول: واقع الأقلية المسلمة في بريطانيا.
المبحث الثاني: المراكز والمدارس التعليمية الإسلامية والعربية في بريطانيا.
المبحث الثالث: التحديات التي تواجه التعليم للأقلية العربية المسلمة في بريطانيا.
الفصل الرابع نتائج الدراسة ومقترحاتها ويشمل على:
المبحث الأول: نتائج الدراسة.
المبحث الثاني: المقترحات لمواجهة التحديات التعليمية التربوية التي تواجه الأقلية العربية المسلمة في بريطانيا.
قائمة المصادر والمراجع.


الفصل الثاني: الأقليات المسلمة في العالم

المبحث الأول: مفهوم الأقلية المسلمة
إن مصطلح الأقلية هو مصطلح وافد من الثقافات الغربية، حيث أن التراث الإسلامي: الديني والتاريخي والحضاري منه ، لم يعرف استخدام الأقلية بالمفهوم الوافد ، وإنما عرفه بمعناه اللغوي، أي "الأقلية العددية في مقابل الأكثرية العددية، دونما أي مفاضلة أو تمييز بسبب الكثرة أو القلة في الأعداد"([7]).
لذا يرى عمارة أن "مصطلح الأقلية في استخداماتنا الثقافية والاجتماعية الحديثة والمعاصرة، مصطلح وافد من المفاهيم الغربية إلى واقعنا الثقافي والاجتماعي منذ الاحتكاك بين حضارتنا الإسلامية والحضارة الغربية لذلك فهو مصطلح محمل بالمعاني الضالة (العنصرية – الإثنية – العرقية)"([8]).
ويرى الشيخ القرضاوي أن مصطلح الأقلية قد راج في العصر الحاضر نتيجة لكثرة الهجرات وتقارب العالم بعضه مع بعض،  ويُقصد بالأقلية من وجهة نظر القرضاوي([9]) : "كل مجموعة بشرية في قطر من الأقطار، تتميز عن أكثرية أهله في الدين، أو المذهب أو العرق ، أو اللغة ، أو نحو ذلك، من الأساسيات التي تتمايز بها المجموعات البشرية بعضها عن بعض".
ومن النظرة الاجتماعية يمكن تعريف الأقلية بأنها: "مجموعة عرقية أو إقليمية أو دينية أو غيرها تمتلك هوية مميزة، ويتفوق عليها كثيرا في العدد بقيمة السكان"([10]).
ويعرفها أحمد عبد الغني بأنها: " هي مجموعة من سكان دولة أو إقليم أو قطر ما يختلفون عن غالبية سكان تلك الدولة بخاصية من الخاصيات المتمثلة في العرق أو في الثقافة، أو في الدين، ويحاولون بكل الإمكانيات أن يحافظوا عليها لكي لا تذوب في خاصيات الأغلبية"([11]).
ومن خلال تتبع مفهوم الأقلية يتضح جلياً، بأنه يعد مصطلح سياسي أكثر من كونه مصطلح إسلامي كون هذا المصطلح لم يرد في كتابات علماء المسلمين المتقدمين.

ومن خلال التعريفات السابقة لمصطلح الأقلية يمكن أن نلحظ الآتي:
أولا: تميز الأقلية بخصائص متشابهة، دينياً، أو ثقافياً، أو عرقياً... عن المجتمع الذي تعيش فيه.
ثانياً: قلة عدد الأقلية مقارنة بالعدد الإجمالي لسكان الدولة.
ثالثاً: محاولة أفراد الأقلية المحافظة على الهوية الخاصة بهم.


وبناءً على ما سبق يقصد بأن الأقلية المسلمة هي: "مجموعة من المسلمين تعيش تحت سلطان دولة غير مسلمة في وسط أغلبية غير مسلمة، أي أنها تعيش في مجتمع لا يكون فيه الإسلام الدين السائد، أو الثقافة الغالبة، ومن ثم لا يحظى فيه الإسلام بمؤثرات إيجابية تساعد على ازدهار مثله ومبادئه، وقد يعاني المسلمون في حالات كثيرة من جهود ترمي إلى علمنتهم وإبعادهم عن مثلهم الدينية، وإدماجهم في ثقافة المجتمع الغالبة"([12]).
كذلك يمكن تعريف الأقلّية المسلمة: "بأنهم المسلمون الذين يعيشون في البلدان غير العضوة بمنظمة المؤتمر الإسلامي، وعددهم حوالي (450) مليون مسلم، يتوزعون على قارات العالم الست، أي ما يقرب من ثلث عدد المسلمين"([13]).



المبحث الثاني: عدد الأقليات المسلمة في العالم
اختلفت الرؤى بين الباحثين في تحديد عدد الأقليات المسلمة في العالم، ويرجع السبب في هذا الإختلاف إلى عوامل عديدة ، لعل من أهمها ما ذكره الباحث محمد محمدين في دراسته الإحصائية عن عدد الأقليات في العالم، حيث ذكر الباحث أن من أهم العوامل التي يرجع إليها الاختلاف في عدد الأقليات المسلمة في العالم ، هي كالتالي([14]):
1.      عدم اهتمام كثير من الدول بإحصاء الأقليات الدينية بحجة أن مثل هذه التعدادت تؤدي إلى مشكلات طائفية ، والحقيقة لا يمكن إنكارها ، هي أن بعض هذه الدول تخشى أن يدرك المسلمون أحجام أعدادهم الحقيقية والأثر الذي يمكن أن يؤدي إليه ذلك.
2.      يلجأ كثير من المسلمين في الدول الشيوعية إلى إخفاء عقائدهم وشعائرهم الدينية ، والتظاهر باعتناق المعتقدات التي تساير الاتجاه العام للدولة حتى يكونوا بمنأى عن الاضطهادات ولا يحرموا الوظائف الكبرى والحساسة .
3.      يعيش معظم المسلمين في أقطار نامية لا تجري إحصاءات حيوية خاصة بعدد المواليد والوفيات والزواج والطلاق وعدد أفراد الأقليات الدينية المختلفة .
4.      بينما يسود اتجاه عام بين الشيوعيين والمستعمرين الأوربيين يميل إلى تقدير عدد المسلمين بأقل من عددهم الحقيقي، فإن هناك من جهة أخرى بعض الباحثين المسلمين الذين يميلون إلى المبالغة في تقدير عدد المسلمين.
5.      تتباين التعدادات التي تجريها الأقطار التي تضم المسلمين من حيث مواعيدها ، ودقتها وشمولية معلوماتها ، وكل هذه أمور لا تساعد على التقديرات الصحيحة لأعداد المسلمين ، كما أن هناك أقطارا أفريقية لم تعرف التعدادات وكل ما هنالك من أرقام عن المسلمين ليس إلا تقديرات أجرتها الحملات التنصيرية وفق ما يخدم أغراضها .
6.      يدرس بعض الباحثين جمهوريات الاتحاد السوفيتي الإسلامية كوحدات مستقلة، كما يدخل نفر من الباحثين فلسطين المحتلة في أعداد الأقطار الإسلامية، بينما يرى بعض الباحثين غير ذلك.
7.      لعل من أهم الأسباب التي ينتج عنها اختلاف في تقدير أعداد الأقليات المسلمة بين ا الباحثين ، هو اختلافهم حول تحديد مفهوم الدولة الإسلامية ، هل الدولة الإسلامية هي الدولة التي تزيد فيها نسبة المسلمين على نصف سكانها ، أم أن الدولة تعد إسلامية إذا كانت نسبة المسلمين فيها تزيد على أي من نسب أتباع الديانات الأخرى وإن لم تتجاوز هذه النسبة 50% من جملة السكان ، وفي رأيي أن الدولة تعد إسلامية إذا كان المسلمون فيها يمثلون أكبر نسبة بين أي من الديانات المختلفة التي تسود هذه الدولة .
إن كل العوامل السابقة تجسد بما لا يدع مجالا للشك مشكلة تقدير أعداد الأقليات المسلمة في العالم ، وتوضح سبب التباين في تلك التقديرات بين الباحثين .
وتشير بعض التقديرات إلى عدد المسلمين في بعض البلاد غير الإسلامية والأوربية خصوصا، على النحو التالي([15]):

ت
الدولة
عدد المسلمين
نسبة عدد المسلمين من إجمالي عدد سكان الدولة
1
النمسا
353000
4.2
2
بلجيكا
281000
3
3
بلغاريا
920000
12.2
4
كرواتيا
18000
أقل من 0.1
5
التشيك
1000
أقل من 0.1
6
الدنمارك
88000
0.2
7
فرنسا
3554000
6
8
ألمانيا
4026000
4
9
اليونان
310000
3
10
المجر
24000
0.2
11
ايرلندا
22000
0.5
12
ايطاليا
36000
أقل من 0.1
13
هولندا
946000
5.7
14
البرتغال
15000
0.1
15
روسيا
16482000
11.7
16
اسبانيا
650000
1
17
سويسرا
323000
4.3
18
بريطانيا
2454000
0.8

وتقدر بعض الدراسات عدد المسلمين في أوربا ب 53 مليون مسلم، حيث يشكل المسلمين أكبر مجموعة دينية – من حيث العدد – بعد المجموعة المسيحية في كثير من الدول الغربية([16]).







الفصل الثالث: الواقع التعليمي للأقلية العربية المسلمة في بريطانيا:

المبحث الأول: الأقلية المسلمة في بريطانيا
إن وجود المسلمين في بريطانيا لم يكن وليد اليوم، بل أنه يعود إلى أكثر من إلف سنة مضت تقريبا، وذلك حسب الموقع الرسمي لوزارة الخارجية البريطانية.
ويفيد موقع وزارة الخارجية البريطانية إلى أنه:" لم يبدأ وصول أول مجموعة كبيرة من المسلمين إلى بريطانيا، قادمين من الهند، إلا في بداية القرن الثامن عشر. وطوال المئتي عام التالية أدت التجارة والأعمال التجارية إلى زيادة الاحتكاك ما بين بريطانيا والدول الإسلامية، وخصوصا حين بدأت السفن التجارية البريطانية باستئجار بحّارة من الخارج للعمل على متنها. وبحلول عام 1842 كان يزور بريطانيا كل عام حوالي 3000 من البحّارة المسلمين - كانوا يعرفون باسم "اللسكريين" - وبعضهم تزوجوا واستقروا هنا في مدن مثل كارديف وليفربول وغلاسغو ولندن"([17]).
ويمكن تتبع التطور التاريخي لأعداد ومنجزات المسلمين في بريطانيا من خلال ما يلي([18]):
·       في القرن السادس عشر كان جون نيلسون أول رجل إنجليزي يعتنق الدين الإسلامي.
·       في الثلاثينيات من القرن السابع عشر أسست جامعتا أكسفورد وكامبريدج كرسياً للغة العربية في كل منهما.
·       في عام 1641م وثيقة تشير إلى اكتشاف طائفة من المحمديين في لندن.
·       في العام 1649م أول ترجمة للقرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية حيث ترجمة أليكسندر روس.
·       1700م وصول أول مجموعة كبيرة من المسلمين إلى بريطانيا قادمين من الهند.
·   1869م شجع افتتاح قناة السويس قدوم موجة جديدة من المهاجرين المسلمين إلى بريطانيا، وقد شجع نمو التجارة في ذلك الوقت قدوم اليمنيين والصوماليين للعمل في موانئ كارديف وليفربول وبولوكشيلدز ولندن.
·       1886م تم تأسيس "أنجومان إي إسلام" في لندن ، وأعيد تسميتها فيما بعد لتصبح "جمعية كل المسلمين".
·   في العام 1887م وليام هنري كلليام ، وهو محام من ليفربول، اعتنق الإسلام أثناء وجوده في المغرب. وقد أسس مسجد ليفربول والمعهد الإسلامي، كما أسس "دار المدينة"  وهي دار للأيتام في ليفربول. وكان يترأس تحرير المجلة الأسبوعية "العالم الإسلامي والهلال".
·       وفي عام 1889م ، كان افتتاح أول مسجد تم بناؤه في ووكنغ.
·   في العام 1910م ، أمير علي ، وهو عالم إسلامي يدعو لعقد اجتماع عام في فندق ريتز مطالباً بتأسيس مسجد في لندن يليق بالتقاليد الإسلامية، وفي العام 1911م صدر تشريع بشأن ذبح الحيوانات يمنح استثناء للذبح على الطريقة الإسلامية.
·   في العام 1912م وصول خوجه كمال الدين ن وهو محام من لاهور ، إلى لندن وهدفه الوحيد هو إزالة المفاهيم الخاطئة حول الإسلام، وبدأ بعد عام بإصدار " النشرة الإسلامية" ، وفي عام 1914م أسس لورد هيدلي - وهو بريطاني اعتنق الإسلام – الجمعية الإسلامية البريطانية.
·   ما بين عامي 1928م-1944م ، تم تأسيس "صندوق ائتمان نظامية في لندن للنظر في عروض لبناء مسجد وسط لندن، وقد خصصت الحكومة مبلغ 100،000 جنية إسترليني لشراء أرض لبناء المسجد ، وتم شراء ثلاثة أبنية في كومي شالرود وحولها لتصبح أول مسجد في لندن، وفي العام 1944م حضر الملك جورج السادس لافتتاح المركز الثقافي الإسلامي في ريجنتس بارك.
·   في العام 1951م قدّر عدد المسلمين بحوالي 23,000 مسلم. وارتفع العدد إلى 82.000 مسلم بنهاية عام 1961م نتيجة وصول موجات كثيرة من المهاجرين المسلمين، وفي عام 1971م أصبح عدد المسلمين 369.000مسلم.
·   في عام 1973م تم تأسيس المجلس الإسلامي الأوربي ومقره في لندن، وفي عام 1977م تم افتتاح مسجد وسط لندن ، وتأسيس المركز الإسلامي في بلفاست، وفي عام 1984م تم تأسيس جمعية الإغاثة الإسلامية، وهي أكبر هيئة خيرية إسلامية في لندن اليوم. وقد وصل عدد المساجد في بريطانيا 338 مسجدا في العام 1985م.
·       في عام 1997م تأسيس المجلس البريطاني كمظلة تضم مجموعة من المنظمات الإسلامية.
·       وفي العام 2004م تم افتتاح بنك بريطانيا الإسلامي في برمنغهام، وهو أول بنك إسلامي في أوربا.

وينتشر المسلمون والعرب حالياً في مناطق ومدن عديدة من المملكة المتحدة, في لندن ومقاطعاتها حيث أكبر تجمع للأقلية المسلمة ببريطانيا وحوالي 50 ألف في غرب لندن , وفي كارديف , وأكثر من 100 ألف في برمنجهام , وفي منشستر , وبلاكبورن وفي برادفورد حوالي 8 آلاف مسلم , وجلاسجو , حيث يوجد في اسكتلندا وحدها أكثر من 30 ألف مسلم في مدن عديدة , وليفربول وبريستول وليدز , والعديد من المدن البريطانية , ومعظم المسلمين يعملون في القطاعات الصناعية مثل صناعة الغزل والصناعات المعدنية , وبعض الخدمات الشاقة، وهناك فئة قليلة تعمل في التجارة أو كرجال أعمال , كما يوجد عدة آلاف من الأطباء المسلمين , ومن 15 إلى 17 ألفا في التعليم , وحوالي 25 ألفا من المهندسين والعلماء([19]) .




المبحث الثاني: المراكز والمدارس التعليمية الإسلامية والعربية في بريطانيا:
في الجزء الأول من هذا المبحث يتم تناول أشهر وأكبر المراكز التعليمية الإسلامية في بريطانيا، ذلك أن المراكز الإسلامية التعليمية تنتشر في أرجاء بريطانيا، وسيتم تسليط الضوء على أكبر هذه المراكز التي تخدم غالبية المسلمين في عموم بريطانيا.
 وفي الجزء الثاني من هذا المبحث، سوف يتم تناول المدارس العربية في بريطانيا خصوصاً بتفصيل أكبر كون هذه المدارس هي الأساس الذي تنطلق منه هذه الدراسة.
ولابد من الإشارة إلى أن الجمعيات والهيئات والمراكز التعليمية الإسلامية في بريطانيا كثيرة ومتعددة , فبعضها يهتم بمسجد معين ، والبعض الأخر يركز نشاطه على المطبوعات والنشر , والبعض يهتم بالتعليم، وبعض الجمعيات تهتم بالنواحي الإعلامية , وهكذا تختلف الأهداف , وهناك عدد كبير من الهيئات والمؤسسات الإسلامية معظمها في لندن , وبرمنجهام , وبرادفورد ومنشستر , وفيولسكس , وبلاكبون , وكارديف , وليستر , وليدز , وجلاسجو , وفي العديد من المدن البريطانية , وفي بريطانيا أكثر من 200 مركز إسلامي .
بينما المدارس العربية تهتم بالدرجة الأولى بالعملية التعليمية، من خلال الأهداف التي تسعى – هذه المدارس – إلى تحقيقها. وهذا ما جعل الباحث يركز بشكل رئيس على المدارس العربية لدراسة الواقع التعليمي للأقلية المسلمة في بريطانيا.

أولا: المراكز التعليمية الإسلامية في بريطانيا:
المركز الثقافي الإسلامي في لندن([20]):
يقع المركز الثقافي الإسلامي في لندن، ويتميز بالمساحة الكبيرة المخصصة له، وقد صمم المركز على الطابع الإسلامي المتميز، ويتكون من: المسجد، ومبنى الإدارة، وقاعات المحاضرات، ومتجر الكتب، والمطعم، والحديقة، ومواقف السيارات.
ويوجد في المركز 15 موظفاً، إضافة إلى المدرسين الذين يدرسون المواد الإسلامية والعربية في عطلة نهاية الأسبوع.
ويُعترف بالمركز الثقافي الإسلامي كمؤسسة بريطانية إسلامية كبيرة، تعد من أوائل المؤسسات في الإسلامية في بريطانيا.
وقد افتتح المركز في عام1944م، ويتمتع بشهرة واسعة بين أفراد الأقلية المسلمة في بريطانيا، نظراً لموقعه المتميز في وسط لندن.
ومن أبرز الخدمات التي يقوم بها المركز، نشر نسخ القرآن الكريم على أبناء الأقلية المسلمة في بريطانيا، ودعم الأسر المحتاجة من خلال لجنة متكاملة في تحصيل الزكاة وتوزيعها على المحتاجين.
وتتنوع مساعدات المركز الثقافي الإسلامي في لندن للجالية المسلمة بأشكال أخرى، فعلى سبيل المثال يقدم المركز المصاحف والكتب للمراكز الإسلامية الأخرى، وكذلك المساعدات المالية أيضا.
ويلقى الجانب التعليمي نصيبه من الاهتمام من قبل القائمين على المركز، حيث تم تهيئة مدرسة خاصة لدراسة العلوم الدينية للطلبة الذين لا يدرسون المواد الإسلامية ومواد اللغة العربية في المدارس البريطانية الأخرى، ويأتي ذلك على مدار يومين هما عطلة نهاية الأسبوع، وتتعاون أكاديمية الملك فهد  في لندن، لاستضافة البرنامج المعد من قبل المركز الإسلامي في مقر الأكاديمية، كما أن المكتبة العامة في المركز والتي تضم أكثر من 18 ألف كتاب ومجلد تفتح أبوابها على مدار السنة لمرتاديها.

وقد تتبع مركز السكينة للحوار عدد من المراكز والهيئات الإسلامية في لندن، ومن أشهرها([21]):
المركز الإسلامي في جلاسجو :
تم بناء هذا المركز الإسلامي في جلاسجو ويشمل مسجدا ومدرسة والعديد من الملحقات, أقيم في أجمل بقعة في المدينة ويخدم أكثر من 30 ألف مسلم .
المركز الإسلامي في منطقة برنت :
ويقع في شمال غربي لندن توجد جالية مسلمة أنشأت هذا المركز واعترفت به الحكومة البريطانية, ويهدف هذا المركز إلى التعرف على الإسلام , وتعليم أبناء المسلمين , ومساعدة الفقراء , وقد استأجر مبني مؤقت واستعمل كمدرسة واستأجر مبني آخر لإقامة الصلاة , وهناك مخطط لإقامة مبني لهذا المركز، ومن الجمعيات الإسلامية جمعية أئمة المساجد ، وجمعية تنمية التسامح الديني في المملكة المتحدة ، وجمعية المسلمين البريطانيين وهناك العديد من الجمعيات والهيئات يتجاوز عددها 400 جمعية وهيئة .

اتحاد الجمعيات الإسلامية في بريطانيا وأيرلندا
تأسس في سنة ( 1390 هـ - 1970 م), ولقد انضمت إليه ( 66 ) جمعية إسلامية في بريطانيا ويصدر نشرة شهرية, ويقوم بالتنسيق بين الجمعيات الإسلامية المشتركة بالاتحاد, ويقيم مؤتمرا سنويا للجمعيات المشتركة.
البعثة الإسلامية في بريطانيا
تأسست في سنة ( 1382 هـ - 1962 م ) ولها خمسة مراكز إسلامية , في مدن برمنجهام , وجلاسجو , وروشديل , وبلاكبورن , وبرادفورد , وهدفها نشر الإسلام وتعليم أبناء المسلمين ومعظم أفرادها من مسلمي الباكستان , وتستعمل الجمعية اللغة الأردية .
جمعية الوقف التعليمي :
من الهيئات الإسلامية , تأسست في سنة ( 1386 هـ - 1966 م ) وتهدف إلى تقدم المسلمين روحيا وأدبيا ومعنويا , وتشرف على سبع وأربعين مدرسة , وتعلم أبناء المسلمين السلوك الإسلامي , وتقوم بتعليم 2,000 طفل مسلم وقامت بطبع كتب إسلامية لتعليم الأطفال , وبنت خمسة مساجد , موزعة في أنحاء بريطانيا , ومقر هذه الجمعية في لندن , وتدعمها رابطة العالم الإسلامي , وتتعاون مع جمعية البعثة الإسلامية السابقة .
اتحاد جمعية الطلبة المسلمين:
تأسست في سنة ( 1384 هـ - 1964 م ) وتضم معظم الجمعيات الطلابية في بريطانيا , وإيرلندا , وعدد الطلاب المنضمين إليها حوالي 20 ألف طالب ويتكون الاتحاد من 27 جمعية طلابية , وتسانده 13 جمعية أخرى , وقسم المملكة المتحدة إلى أربع مناطق لفروعها , وله فرع خاص في إيرلندا , وهدف الاتحاد تجميع المسلمين , ويصدر الاتحاد مجلة باللغة الإنجليزية كل شهرين .
مشروع المركز الإسلامي في ول سال :
شمال لندن وتقيمه جمعية إشعاع الإسلام ويستخدم هذا المركز 12 ألف مسلم , ويضم المشروع مدرسة , ووضع الحجر الأساس لهذا المشروع في بداية سنة 1406 هـ ولقد تم في الآونة الأخيرة .
الاتحاد الإسلامي النسائي:
تأسست هذه الجمعية في سنة ( 1382 هـ - 1962م ) وتضم عدة سيدات وهدفها نشر الثقافة الإسلامية بين السيدات المسلمات , والاعتناء بالأطفال خاصة الأيتام لإنقاذهم من براثن بعثات التنصير , وأهم مشروع لهذا الاتحاد إنشاء بيت اليتامى , وقد تسلم الاتحاد مبلغ 400 ألف ريال سعودي من المملكة العربية السعودية , وتمكنت الهيئة المشرفة من جمع مبلغ 110 آلاف جنبه , وسوف تنفق هذه المبالغ في شراء بيت في شارع جلوستر بلندن بالقرب من المركز الإسلامي , وسوف يعمل الاتحاد على جمع أطفال المسلمين الأيتام والذين انفصل عنهم آباؤهم وتعليمهم حتى لا تضيع شخصيتهم المسلمة .
مجلس أوروبا الإسلامي:
تشكل هذا المجلس في سنة  ( 1393 هـ - 1973 م ) , ويهدف إلى مساندة الجمعيات التي تنضم إليه في نشر الدعوة الإسلامية , وإقامة المؤسسات الإسلامية , ومعاونة المراكز الإسلامية على تأسيس مكتبات , ومراكز أبحاث , وتدريب الأئمة , وتنسيق العمل الإسلامي , وكذلك تأسيس مكتب إعلامي , ويشمل نشاطه أوروبا والمملكة المتحدة , وهناك العديد من الجمعيات والهيئات الإسلامية التي قامت على أساس القوميات منها جمعية مسلمي جزر الهند الغربية , وجمعية مسلمي قبرص ، وجمعية مسلمي اندونيسيا ، وجمعية المسلمين الهنود ، وجمعية مسلمي موريشيس , وجمعية مسلمي نيجيريا , وهكذا تتعدد الجمعيات , ومن بينها جماعة التبليغ وجمعية الأحناف , وهذا الأمر يحتاج إلى مراجعة موقف هذه الجمعيات والهيئات وتوحيدها لصالح الدعوة الإسلامية ، لقهر التحديات المعلنة والمستترة على الإسلام , وقد عقد المؤتمر العاشر للدعوة الإسلامية في مدينة برمنجهام .


ثانياً: المدارس العربية في بريطانيا:
     كان للجالية العربية المسلمة في بريطانيا دور كبير في نشر التعليم العربي الإسلامي بين أفراد الأقليات العربية والمسلمة في بريطانيا.
     ويجدر بنا الإشارة إلى أن إنشاء المدارس العربية والمسلمة في بريطانيا يهدف إلى تحقيق جمله من الأهداف لعل من أبرزها، ما يلي([22]):
-       تعليم أبناء المسلمين أمور دينهم.
-       حفظ أبناء المسلمين من الذوبان في الثقافات الغربية.
-       ترسيخ القيم والأخلاق الإسلامية الأصيلة.
-       إمداد الطالب العربي والمسلم بتعلم أكاديمي رفيع المستوى.
-       تمثيل المسلمين في المجتمعات الغربية.
-       الحفاظ على اللغة العربية كلغة أم لأبناء الأقلية العربية.

ومن أشهر المدارس الإسلامية العربية في بريطانيا، والتي قام الباحث بتتبعها، المدارس التالية:
 أولا: أكاديمية الملك فهد التعليمية في لندن:
    وهي مؤسسة تعليمية إسلامية أنشأتها المملكة العربية السعودية، وتم افتتاحها في العاصمة البريطانية لندن، في سبتمبر 1985م؛ لتكون منارة للتعريف بالدين الإسلامي والحياة الإسلامية في دولة تمتلئ بالأقليات المسلمة الراغبة في المحافظة على أجيالها من الضياع وسط المجتمع الغربي.
     وقد لقيت فكرة الأكاديمية ترحيباً من الأقليات الإسلامية التي تعيش في بريطانيا، ويؤكد ذلك أن الأكاديمية بدأت ب(270) طالبا وطالبة فقط، في عام 1985م ، وهو أول عام دراسي تبدأ فيه الأكاديمية نشاطها، ثم أرتفع العدد إلى أكثر من ألف طالب وطالبة في العام الدراسي 1989/1990م، ويمثلون عدد كبير من الجنسيات بما فيهم أبناء البريطانيين ، الذين اهتدوا إلى الإسلام، كما تضم أساتذة ، ومعلمات يبلغ عددهم (70) معلماً ومعلمة ، يحمل معظهم شهادات عليا في حقولهم التخصصية([23]).
     وأكاديمية الملك فهد هي منظمة مستقلة، وهي المدرسة الإسلامية الوحيدة المصرح لها بتقديم برنامج البكالوريا الدولي (IBO) في بريطانيا، وتقدم الأكاديمية التعليم للطلاب والطالبات من سن 3-18 سنة باللغة الانجليزية ، إضافة إلى اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وتهدف لتوفير أعلى مستوى من المعايير التعليمية، وتوظيف المهارات والخبرات لتطوير الطلاب والطالبات فكرياً وعاطفياً وروحياً من خلال المناهج الدراسية المتوازنة مع الدين الإسلامي والتعليم الدولي، لأكثر من 35 جنسية من طلاب وطالبات الأكاديمية([24]).
ومن أبرز الأهداف التي تسعى الأكاديمية إلى تحقيقها، ما يلي([25]):
-       الممارسة العملية للتعليم.
-       فهم قيم التنوع في جميع جوانبه.
-       الوعي والاعتزاز بالهوية الثقافية والوطنية للطالب، والتواصل الهادف مع الثقافات والجنسيات الأخرى.
-       تكوين اتجاه منفتح للتعلم.
-   التعاون مع الآخرين لخلق مجتمع تعليمي فاعل، وخلق الفرص للطلاب لاتخاذ القرارات المسئولة التي من شأنها تغيير العالم نحو الأفضل.
-       إجراء البحوث الناجحة والبناءة.
-       تنمية الحوار مع الآخرين، والتعبير عن الآراء بثقة وصراحة.
-       تنمية الشعور بالمسؤولية الأخلاقية والنزاهة والصدق والعدالة.
-       رفض التطرف، والتشجيع على الاعتدال.
-       الانفتاح على العالم، وإظهار الاحترام لآراء وقيم وعقائد الآخرين.


ثانياً: المدارس العربية المُنظمَّة إلى إتحاد المدارس العربية في بريطانيا:
نبذه عن اتحاد المدارس العربية([26]):
    إن علاقة الأجيال الجديدة التي تنشأ في الغربة، مع اللغة العربية، هي إشكالية بالغة التعقيد، ومصدر قلق وإزعاج للكثير من الأسر التي تقيم في المهجر، أو بالنسبة لامتدادها في الوطن الأم حين يلتقون بأحفادهم أو حفيداتهم فيجدون جهلا باللغة أو على الأقل تعثرا في النطق بتا، لاسيما إن اللغة العربية ترتبط بالثقافة الدينية والقرآن الكريم، مما يضفي على الأمر قداسة وجلالا، إضافة لدعم الأواصر وتعميق الصلة والارتباط بالوطن الأم والأهل والأقارب، يزيد على ذلك أن اللغة العربية وسيلة للتعرف على كنوز شديدة الثراء من المعرفة والثقافة في التراث العربي وهو تراث حي وخالد أبدعه مفكرون وعلماء عرب نسجوا من خلاله حضارة عميقة الجذور. لهذا كانت الحاجة ماسة وعميقة، وشديدة الإلحاح لوجود المدارس العربية، وتدريس اللغة على نحو يحقق الغرض ويلبي الحاجة على أسس سليمة وبرعاية كافية، ويسير في ثنائية متناغمة مع اللغة الانجليزية والثقافة البريطانية، فيزيد من بلورة الشخصية وتركيبتها وثرائها الفكري والحضاري، بما يعد إضافة وامتزاجا لحضارتين هامتين في التاريخ الإنساني.

      وقد تصدى لهذا العمل أساتذة كرام، أدركوا أهمية الأمر، وكبر القضية، فأقدموا على إنشاء المدارس التي تعطي عنايتها لهذا الأمر، وهو تدريس اللغة العربية، بكفاءة واقتدار.

      وفي التطبيق يتضح لنا العديد من الجوانب، التي يمكن أن تؤثر سلبا على المسار، ومن ثم على النتائج، ومن ابرز هذه الجوانب هو الأحادية في الجهد ، إن المشهد من الخارج لتدريس اللغة العربية، يشير بوضوح إلى إن الإخلاص في الحركة يتطلب جماعية الحركة لا تفردها، فالجزر المتناثرة لا تعطي حصاداً وافراً ، والقوى المبعثرة لا تحقق نصرا مؤزرا.
     ومن هنا بدأت الحاجة إلى وجود هذا الكيان الشامل، الذي يضم الجزر المتناثرة في الساحة التعليمية لقضية اللغة العربية،على الساحة البريطانية، لكي نرفع مستوى الكفاءة بتنظيم الدورات، ونقل الخبرات، وتطوير الأداء، والتعرف على كل ما هو احدث وانجح، ويقولون إن العلم من المهد إلى اللحد، بمعنى إن التجربة تكشف عن المفيد، واستمرار البحث والاطلاع يكشف عن كل جديد.
      من اجل ذلك دعا المنتدى الثقافي العربي إلى عقد المؤتمر التعليمي الأول يوم 11- 3- 2001 حيث كان من توصياته إن يؤسس تنظيم يضم المدارس التي تدرس اللغة العربية سواء كانت مدارس السبت أو المدارس النظامية الأسبوعية، كما يضم في صفوفه الأساتذة المهتمين بتعليم اللغة العربية وطرق تدريسها، وقد ارتأى أن يبادر بالدعوة لتنفيذ هذه التوصية ووضعها موضع التنفيذ فعقد أول اجتماع بتاريخ 6-6-2003 وقد استجابت لمبادرته بعض المدارس، ولذا فقد اعتبرت مدارس مؤسسة لهذا الاتحاد .

نبذة عن بعض المدارس العربية المُنظمَّة إلى إتحاد المدارس العربية في بريطانيا:
أولاً: أكاديمية الملك فهد بلندن. وقد سبق تناولها بالتفصيل.
ثانياً: مدرسة الأيمان العربية:
وتقع في شمال غرب لندن، وعدد فصولها 11 فصل، يدرس بها 280 طالب ، وتشمل المراحل التالية: الروضة ، الابتدائية ، المتوسطة ، والمرحلة المتقدمة GCSE. وتقوم المدرسة بتدريس اللغة العربية والقرآن الكريم، وتعمل المدرسة من الساعة 10:00 إلى الساعة 13.30.
ثالثاً: مدرسة الفرات العربية:
وعدد فصولها 6 فصول، يدرس بها 120 طالباً وطالبة، وتشمل المراحل التالية: الابتدائية، المتوسطة، والمرحلة المتقدمة GCSE. وتقوم المدرسة بتدريس اللغة العربية والقرآن الكريم، وتعمل المدرسة من الساعة 9.45 إلى الساعة 14.15.
رابعاً: مدارس المنتدى التعليمي الثقافي العربي – ايلنج([27])
تحوي مدارس المنتدى التعليمي الثقافي العربي – ايلنج على 14 فصل دراسي، وعدد الطلبة والطالبات (171) ، وتشمل المراحل التالية: الروضة ، ابتدائي، متوسطة ومراحل متقدمة  GCSE &Al-Level.
     وتدرَّس المدرسة اللغة العربية والقرآن الكريم، وذلك من الساعة 10.00 إلى الساعة 14.00، حيث تم تخصيص الوقت من الساعة العاشرة إلى الساعة الواحدة لتدريس اللغة العربية، ومن الساعة الواحدة إلى الساعة الثانية لتدريس التربية الإسلامية، مع تخصيص 20 دقيقة للفسحة وتناول وجبة الغداء.
     وتعتمد المدرسة في منهجها على تقديم الدروس التعليمية باللغة العربية للبنين والبنات الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4-16 سنة، وذلك من خلال القصص والكتب المصورة وأقراص الفيديو الرقمية وأشرطة الفيديو، والأقراص المدمجة، والسبورة التفاعلية ، وشبكة الانترنت، والألعاب التعليمية، والأنشطة المتنوعة، لدعم التعلم الذي يجري في الفصول الدراسية، وذلك باللغة العربية.
     ويمكن أن نلحظ أن المدرسة قد اهتمت كثيراً بالاستفادة من الجانب التقني لشبكة الانترنت من خلال طرح الدروس باللغة العربية على موقعها وعلى شبكات التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب ومشاركتها مع العامة، لتحقيق أكبر فائدة من التعلم.
     وتهتم المدرسة بشكل كبير بالأنشطة اللاصفية من خلال: الرحلات التعليمية، والمسابقات المتنوعة، والجوائز الشهرية للطلاب.
      وقد حددت المدرسة المصاريف الدراسية ب 450 جنية استرليني  لكل طالب كمجموع إجمالي:( 330 جنية إسترليني لدراسة اللغة العربية + 120 جنية استرليني لدراسة الدين).         ويتضح من خلال التقسيم لمصاريف الدراسة السماح لأولياء أمور الطلاب باختيار دراسة اللغة العربية فقط أو التربية الإسلامية فقط، أو دراسة الاثنتين معاً.
خامساً: مدرسة الجالية اللبنانية:
     وعدد فصولها 14 فصل، يدرس بها 170 طالب ، وتشمل المراحل التالية: الروضة ، الابتدائية ، المتوسطة ، والمرحلة المتقدمة GCSE &Al-Level. وتقوم المدرسة بتدريس اللغة العربية فقط ، وتعمل المدرسة من الساعة 10:00 إلى الساعة 13.00.
سادساً: مدرسة كرويدن للدراسات العربية والكردية:
     تأسست مدرسة كرويدن للدراسات العربية والكردية في آيلول/سبتمبر1995م، تلبية لحاجة الجالية العربية في مدينة كرويدن وضواحيها.
     وتعد المدرسة ملتقى اجتماعياً حراً للعوائل والطلبة معاً، فبالإضافة للدراسة تقوم المدرسة بنشاطات اجتماعية وخدمية وترفيهية أخرى للطلبة وعوائلهم والجالية العربية، كإقامة لقاءات محلية متنوعة، وطلبة المدرسة هم من مختلف بلدان العالم العربي كالعراق وسوريا ولبنان والمغرب ومصر وليبيا والجزائر وتونس واليمن والسودان والصومال ، بالإضافة إلى طلبة من بلدان أخرى كالباكستان وموريشيوس وجنوب أفريقيا وغيرها.
     وعدد فصولها 4 فصول، يدرس بها 120 طالباً وطالبة ، وتشمل المراحل التالية:الروضة، الابتدائية ، إعدادي (صف تمهيدي ، وصفان ابتدائي ، وصفان إعدادي). وتقوم المدرسة بتدريس اللغة العربية والقرآن الكريم ودرس في ثقافة الحياة، وتعمل المدرسة من الساعة 10.00الى الساعة 14.00 بواقع أرع حصص يومية، مقدار كل حصة 50 دقيقة.
سابعاً: مدرسة عمار بن ياسر:
    وتحوي المدرسة 7 فصول دراسية، وعدد طلبتها 98 طالب وطالبة، وتقوم المدرسة بتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية، وتعمل المدرسة بواقع أربع ساعات ليوم السبت فقط، من الساعة 10:00 إلى الساعة 14.00.
  وتهدف المدرسة إلى تحقيق جملة من الأهداف ، أبرزها ما يلي:
-       الحد من الإقصاء الاجتماعي.
-       تحسين التحصيل الدراسي للطلاب العرب في المدارس العادية.
-   التواصل بين الطلاب العرب من خلال الأنشطة المختلفة من خلال: توفير حلقات دراسية تدريبية على القضايا الأساسية، تقديم المشورة، إقامة الأنشطة الخاصة بالنساء العربيات.
     ويتم تمويل المدرسة من خلال: مجلس مدينة وستمنستر، وجون ليون الخيرية والعائلات المحلية العربية.
ثامناً: المدرسة الفلسطينية([28]):
    تأسست المدرسة الفلسطينية على يد (رجب شملخ) عام 2005م ، غرب لندن،  وتهدف المدرسة بشكل رئيس إلى تنفيذ أجزاء من المنهج الفلسطيني ؛ للتركيز على التاريخ الفلسطيني وثقافته، وإكساب الطلاب اللغة العربية ، والتاريخ العربي عموماً والفلسطيني على وجه الخصوص.
    وتحوي المدرسة 9 فصول دراسية، وعدد طلبتها 120 طالب وطالبة، وتقوم المدرسة بتدريس القرآن الكريم  واللغة العربية والتربية الإسلامية ، وتعمل المدرسة بواقع ست ساعات ليوم الأحد فقط، من الساعة 9:00 إلى الساعة 15.00.
   وتهدف المدرسة إلى تحقيق جملة من الأهداف ، أبرزها ما يلي:
-       تعليم الأطفال اللغة العربية، والتراث، والثقافة.
-       سد الفجوة بين أولئك الذين ولدوا في المملكة المتحدة وبلدانهم الأصلية.
-   إنتاج ممثلين([29]) موهوبين من العالم العربي يفهمون كل اللغات والثقافات، ليكونوا قادرين على التفاعل الإيجابي مع المجتمع البريطاني متعدد الثقافات.
-        توفير بيئة ودية وسعيدة للأنشطة الاجتماعية.

     وتسعى المدرسة الفلسطينية إلى المساهمة في تعزيز قضية السلام ومد جسور التفاهم بين الشعوب عن طريق تفعيل اللغة العربية كوسيلة للاتصال الدولي ، كونها واحدة من اللغات المعتمدة رسميا للاستخدام داخل الأمم المتحدة، و لديها تراث تاريخي حي ، بما في ذلك من مصادر القيم الروحية، والجذور الفكرية والخلفية الثقافية، والقوانين، والعلوم، والآداب والفنون لأكثر من مليار إنسان في الأراضي العربية والإسلامية.، مسترشدة في ذلك بتعاليم الإسلام الحقيقية ومستوحاة من تراث غني من اللغة العربية والفكر.
     ويرى مؤسس المدرسة الفلسطينية أنه لا يوجد ترياق للتعصب والظلم الذي يعصف بالعالم إلا من خلال النوايا الحسنة للعمل معا. وأن التحدي الأكبر هو تبديد المفاهيم الخاطئة لتعزيز فهم يقوم على الحوار المستنير.
     ولذا يبرز دور المدرسة الفلسطينية في لندن من خلال تعليم الأطفال اللغة والثقافة الغنية للشعب العربي مما يجعلهم سفراء للسلام يُعتمد عليهم لمستقبل آمن ومزدهر.

تاسعاً: مدرسة الدكتورة عصمت السعيد:
    مدرسة الدكتورة عصمت السعيد هي مدرسة الجمعية الخيرية العربية الدولية (IAC ) ، التي تأسست عام 1976 من قبل الدكتورة عصمت السعيد بعد أن أسست هي ومجموعة من السيدات العربيات الجمعية عام 1967 والتي كانت تعرف برابطة النساء العربيات. وبذلك تكون المدرسة من أوائل المدارس العربية في بريطانيا.
    ولقد بدأ مشوار المدرسة بصف واحد كانت تتناوب بعض السيدات المتبرعات على تعليمه. وأستمر مشوار المدرسة إلى الآن بجهود كبيرة ومشكورة لتتسع ولتشمل اليوم عشرة صفوف ولتضم فيها ما يقارب المائة والثمانين طالبا.
وتقوم المدرسة بتدريس القرآن الكريم  واللغة العربية والتربية الإسلامية ، وتعمل المدرسة من الساعة 10:30 إلى الساعة 13.30.
صفوف المدرسة
تتكون المدرسة من 10 صفوف تشمل الصف التمهيدي إلى الصف السابع وهنالك صف لمرحلة ال GCSE وقد افتتح العام الماضي صف لمرحلة ال A-LEVEL
المناهج الدراسية المعتمدة
 تعتمد المدرسة للصف التمهيدي منهج تعليم العربية المسلي الموضوع من قبل الاستاذة ( رحاب محمد صالح محمد).
وللصفوف من الأول إلى السابع، منهج كتابي في العربية الموضوع من قبل (عبد القادر كعوش), (نبيلة عرفات و قاسم حسن محمود).
أما مرحلتي الGCSE و ال A-LEVEL فجرى الاعتماد على الكتب الموضوعة من قبل الأستاذ (غسان نعمان ماهر) منها صديقك العربي والمساعد في امتحان الكتابة وغيرها.
رسوم المدرسة
رسم المدرسة الحالي هو 125 جنيه إسترليني للعام الواحد، وهناك خصم 10% للذين لديهم أكثر من طفل.
نشاطات المدرسة
 تقوم المدرسة ببعض النشاطات منها المعرض السنوي الذي تعرض فيه المشاريع السنوية التي يقوم الطلاب بتنفيذها والرسومات والكارتات المصممة من قبل الطلاب وبمناسبات اجتماعية ودينية مختلفة. والحفلة السنوية في نهاية العام الدراسي حيث تجري التهيئة لها من بداية العام . كما ويجري عمل بعض العروض الفنية للصف الواحد وبمناسبات مثل عيد الأم. كذلك تقام حفلة خاصة لخريجي مرحلة الGCSE  و الA-LEVEL  حيث تمنح فيها هدايا وشهادات تقديرية خاصة بالمدرسة.

عاشراً: مدرسة الفصول التعليمية العربية (الرابطة النوبية المصرية(:
      أنشئت هذه الفصول عام 1990م بقرار من السيد الأستاذ: عبد الكريم المدرس (الأمين العام الأسبق لغرفة التجارة العربية البريطانية)، لخدمة أبناء الجالية العربية المقيمين في مدينة لندن وضواحيها، من أجل تقويتهم في مهارات اللغة العربية: قراءة وكتابة ومحادثة وفهما وإدراكا، حتى يتمكنوا من دخول اختبار امتحاني الثقافة الانجليزية بشقيه GCSE, AL في مادة اللغة العربية.
    وتحوي المدرسة 6 فصول دراسية، وعدد طلبتها 98 طالب وطالبة، وتقوم المدرسة بتدريس اللغة العربية والتربية الدينية، وتعمل المدرسة بواقع ثلاث ساعات ليوم السبت من كل أسبوع، وذلك من الساعة 10:30 إلى الساعة 13.30. وتتراوح أعمار التلاميذ ما بين سن الخامسة وسن السادسة عشرة.
    ويتم تحصيل رسوم دراسية عن كل تلميذ تقدر قبيل بدء العام الدراسي، مع مراعاة ظروف بعض الأسر التي تتلقى دعما من الحكومة البريطانية Income Support
   ويتم الاعتماد في المنهج الدراسي على شراء الكتب والمقررات من أحدى الدول العربية قبل بدء العالم الدراسي.
     وتراعي المدرسة من خلال عملها جملة من الاعتبارات، لعل من أبرزها:
-   أن تعليم اللغة العربية لأبناء الجاليات العربية في المهجر ليس مجرد خدمة، وإنما هو استثمار لأهم ما نملكه من إمكانيات وموارد وهم الأبناء.
-        اختيار منهج دراسي يتناسب مع كل مجموعة من حيث السن والمستوى اللغوي.
-        تقوية التلاميذ في اللغة العربية: قراءة وكتابة وفهما وإدراكا، مع الاهتمام بمخارج الألفاظ، لتنمية مهاراتهم اللغوية.
-    التدرج بالتلاميذ المبتدئين من سن الخامسة، والأخذ بأيديهم لغوياً، حتى يتأهلوا لدخول امتحان: GCSE, A.L في مادتي اللغة العربية والدراسات الدينية.
-        يقوم بالتدريس في هذه الفصول صفوة من المدرسين التربويين الأكفاء.
-    يتم تنفيذ هذه الفعاليات وغيرها من الأنشطة بالتعاون البناء بين كل من:
المشرف التربوي، ومجلس الآباء المنتخب، ومجلس إدارة الرابطة.

أحد عشر: مدرسة الجالية السورية([30]):
      مدرسة الجالية السورية هي مدرسة تكميلية لتعليم اللغة العربية أيام السبت. وتقدم المدرسة منهجاً متكاملاً للغة والثقافة العربية لتلاميذ تتراوح أعمارهم بين 4 و18 سنة.
     ويقوم على هذا المنهج فريق عمل مؤهل وكفء. وتولي المدرسة عناية بالغة بالانضباط، وتعتمد سياسة العناية الخاصة بكل تلميذ على حدة. ومن أبرز أهداف المدرسة تربية النشء على الأخلاق الحميدة والوعي بالقيم السامية لثقافتهم الحضارية والروحية.
     وقد تأسست مدرسة الجالية السورية في لندن في أيلول عام 1991 من قبل مجموعة من المواطنين السوريين المقيمين في بريطانيا و الذين يؤلفون مجلس الأمناء الذي يقوم بتقديم الدعم المادي والمعنوي،  وتولي شؤون الإدارة والإشراف العام على المدرسة ، وهم أعضاء في الجمعية العربية السورية.
أهداف المدرسة:
لعل من أبرز الأهداف التي تسعى مدرسة الجالية السورية في لندن إلى تحقيقها، ما يلي:
1. تكوين جيل جديد من أبناء الجالية العربية في لندن، يستطيع أن يجمع إلى اللغة التي يتعلمها ويتكلمها بحكم إقامته في هذه البلاد، وهي اللغة الإنجليزية، لغته الأم وهي اللغة العربية، قراءة وكتابة وفهماً ومحادثة.
2.     ربط هذا الجيل بإرثه الثقافي والحضاري.
3.   تعميق الانتماء الوطني، وإخراج جيل مثقف ثقافة وسطية.
4. إلقاء الضوء على الروابط ونقاط الالتقاء الحضاري بين المجتمعات الغربية والشرقية وتعزيز روابط الأخوة الإنسانية وتقويم التفاعل بين المجتمعات المتنوعة حضاري.
هيكل المدرسة التعليمي:
-       بدأت المدرسة بخمسة عشر طالباً عام 1991.
-       وصل عدد الطلاب إلى 500 طالب في عام 2009 من جنسيات عدة وهم موزعون على ثلاثة وعشرين صفاً.
-   يتم قبول التلاميذ في صف الروضة من 4 سنوات ثم يلي ذلك صف التمهيدي ثم الأول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع بشعب مختلفة.
-       تستقبل المدرسة تلاميذ من ديانات أخرى.
-       يتم تحضير التلاميذ للاستعداد لامتحانات الشهادة المتوسطة والعليا البريطانية.
دوام المدرسة
يبدأ دوام التلاميذ منذ الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة الثالثة بعد الظهر من أيام السبت أثناء دوام المدارس البريطانية وتعطل بفترات عطلها الفصلية.
المنهج الدراسي:
يعتبر منهج تعليم اللغة العربية في المدارس السورية هو الأساس الذي يبني عليه المنهج العام وقد أضيفت بعض النصوص التعبيرية من بلدان عربية مختلفة لتتناسب مع تلاقي الحضارات والثقافات العالمية المختلفة، كما أضيفت مناهج اللغة العربية المطلوبة لامتحانات الشهادة البريطانية المتوسطة والعليا وكذلك تم إدخال نشاطات لا منهجية مختلفة كالمسابقات الثقافة والرياضية وغيرها .




المبحث الثالث: التحديات التي تواجه التعليم للأقلية العربية المسلمة في بريطانيا:
من خلال ما سيق يمكن أن تتضح بعض معالم التحديات التي تواجه التعليم للأقلية العربية المسلمة في بريطانيا، والتي تؤثر بشكل مباشر على مخرجات العملية التعليمية للمدارس العربية المسلمة في بريطانيا، والتي يمكن إيضاحها بالنقاط التالية:
أولاً: التحديات السياسية:
تواجه الأقلية المسلمة في بريطانيا جملة من التحديات السياسية، والتي تؤثر بشكل مباشر على الواقع التعليمي للأقلية العربية المسلمة في بريطانيا، ومن أبرز الأمثلة على ذلك: ما أثارته صحيفة (ديلي اكسبيرس) حول التعليم في أكاديمية الملك فهد بلندن، حيث نشرت الصحيفة مواد مسيئة للأكاديمية واتهمتها بأنها مخترقة من جانب المتعصبين وتدرس التطرف والعنصرية من خلال مناهجها.
وقد قدمت الأكاديمية دعوة ضد الصحيفة انتهت إلى عدم صحة الاتهامات الموجهة للأكاديمية، وقد تقدمت الصحيفة باعتذار رسمي للأكاديمية مع الالتزام بسحب جميع المواد المسيئة المنشورة على شبكة الإنترنت.
ويمكن أن نلحظ أن هذا التوجه السياسي، واستغلال وسائل الإعلام البريطانية في تشويه صورة المدارس العربية في بريطانيا يتم بطريقة ممنهجة ومقصودة، مما يؤدي إلى سحب الثقة من المدارس العربية في بريطانيا، وجعل المدارس تعمل تحت الضغوط السياسية المختلفة، مما يؤدي إلى عزوف كثير من العرب عن إلحاق أبنائهم في المدارس العربية حتى لا يتهموا بالتطرف والعنصرية.
ثانياً: التحديات المالية:
تقوم عدد من المدارس العربية في بريطانيا بالصرف على مدارسها من خلال الجهود الشخصية لبعض الأفراد، ومن خلال الرسوم الدراسية التي تفرضها على الطلاب، مع غياب واضح لدور الدولة في دعم هذه المدارس، مما سبب عدم قدرة المدارس على القيام بدورها التعليمي على الوجه المأمول.
وتعاني كثير من المدارس العربية في بريطانيا من ضعف الدخل المادي، في ضل ضعف الدعم الرسمي، مما يؤدي إلى غياب كثير من المدارس العربية عن القيام بدورها ، أو إغلاقها بشكل نهائي.
ونتيجة لضعف الدعم المادي تبرز كثير من المشكلات والتحديات، وقد أوضح أحمد عبد الغني([31]) جملة من المعوقات التي تعيق المؤسسات التعليمية عن القيام بدورها، ومن هذه المعوقات ما يلي:
أ- إن هذه المؤسسات لا تستطيع أن تستوعب الأعداد الكبيرة لأبناء المسلمين.
ب- توجد صعوبات في توفير أماكن التدريس وكثيراً لا يتوفر المكان المناسب.
ج- بعض هذه المؤسسات ليست مؤهلة أصلاً للقيام بهذا الواجب الكبير.
 د- تفتقر هذه المؤسسات إلى البرامج العلمية المنهجية المناسبة لأطفال يعيشون في هذه البلاد.
هـ - كما تفتقر هذه المؤسسات إلى الإنسان المهيأ، علمياً وفنياً، لممارسة التدريس مع أطفال ولدوا وترعرعوا في الغرب.

ثالثاً: التحديات الثقافية:
تقوم المدرسة بصفة عامة في نشر الثقافة المجتمعية وما تنطوي عليه هذه الثقافة من عادات وتقاليد، وتواجه المدارس العربية جملة من التحديات الثقافية لعل من أبرزها: عدم وجود المناخ المناسب لنشر الثقافة العربية والإسلامية بين أبناء الأقلية العربية المسلمة في بريطانيا، كون هولاء الطلاب قد تشربوا الثقافة الغربية بحكم وجودهم في مجتمع تختلف ثقافته بشكل كبير عن الثقافة العربية المسلمة ، مما انعكس على سلوكياتهم وعاداتهم المختلفة حيث "أن تأثير الثقافة الغربية والتي تتبدى فيها الأفكار والمعتقدات اللادينية و...إلخ، هذه الثقافة هي معول هدم في عقيدة الأقليات ومن ثم في هويتهم"([32]).
ومن أخطر المشكلات التربوية التي تواجه أبناء الأقلية المسلمة في بريطانيا هي أن المسلم لا يعيش مجتمعاً إسلامياً، حيث يعيش صراعاً حاداً بين تربية يسعى نحوها ويتطلبها دينه، وبين واقع اجتماعي يسير في اتجاه آخر.
وهذه التحديات تعيق المدارس العربية في بريطانيا عن القيام بدورها الكامل في تجسيد العقيدة والثقافة الإسلامية في حياة الطلاب بالشكل المطلوب.

الفصل الرابع نتائج الدراسة ومقترحاتها
المبحث الأول: نتائج الدراسة:
خلصت الدراسة إلى عدة نتائج، وذلك من خلال الإجابة على اسئلتها على النحو التالي:
      الإجابة على السؤال الأول ما مفهوم الأقليات المسلمة؟
      من خلال استعراض مفهوم الأقلية بشكل عام، وتاريخ ظهوره، وأبعاده ، يمكن القول بأن مفهوم الأقلية ليس مصطلحاً اسلامياً، بل انه مصلح غربي وافد، ولم تذكر كتب التراث الإسلامي مصطلح الأقلية لعدة اعتبارات لعل من أهمها أن الدين الإسلامي ينظر إلى أفراد المجتمع نظرة واحدة دون تمايز بين الأفراد، ضامناً للجميع حقوقهم ، وفارضاً عليهم واجباتهم، دون استثناء ، حتى وأن اختلفت عقائدهم وثقافاتهم.
      وقد تم تعريف الأقلية المسلمة بهذه الدراسة بأنها: مجموعة من المسلمين تعيش تحت سلطان دولة غير مسلمة في وسط أغلبية غير مسلمة.

    أما السؤال الثاني: ما أهم التحديات التي يواجهها الواقع التعليمي للأقلية العربية المسلمة في بريطانيا ؟
     فقد خلصت الدراسة الى أن من أبرز التحديات التي تواجه الواقع التعليمي للأقلية العرية المسلمة في بريطانيا ، ما يلي:
      التحديات السياسية: وقد ظهرت عدة مشكلات سياسية تواجه الأقلية العربية المسلمة في بريطانيا وتؤثر بشكل مباشر على العملية التربوية، حيث تم استغلال الإعلام بكل وسائله في تشويه صورة المسلمين بشكل عام والعرب بشكل خاص في جميع أوجه النشاطات التي يقومون بها ومن ذلك النشاط التعليمي.
    التحديات المالية: حيث ظهر عجز المدارس العربية عن توفير الدعم المالي اللازم لجودة المنتج التعليمي، وذلك لإعتماد المدارس على الجهود الفردية، ووسط غياب تام من المؤسسات الحكومية في بريطانيا عن تقديم الدعم المادي الضروري لإستمرار الدور المنوط بهذه المدارس.
     التحديات الثقافية: حيث برز الصراع الثقافي لدى أبناء الأقلية العربية المسلمة بين ما يتلقونه في المدارس العربية، وبين ما يواجهونه في المجتمع الذي يعيشون به.

     أما سؤال الدراسة الثالث: ما أهم الحلول والمقترحات التي يمكن أن تسهم في مواجهة التحديات التعليمية والتربوية للأقلية العربية المسلمة في بريطانيا؟
فقد تم تناوله في المبحث الثاني من هذا الفصل.

وقد خلصت الدراسة بشكل عام إلى عدة نتائج ، أهمها ما يلي:
1.   ضعف الناتج التعليمي للمدارس العربية في بريطانيا.
2.   قلة عدد المدارس العربية المتخصصة في بريطانيا.
3.   عدم وجود مناهج دراسية محددة ومشتركة في المدارس العربية في بريطانيا.
4.   ضعف وقلة الكادر التعليمي المؤهل في المدارس العربية في بريطانيا.
5. عدم وجود الدعم المادي الكافي من الدولة أو من الأفراد والمؤسسات، الذي يسهم في قيام المدارس العربية بدورها المنوط لها.
6.   وجود عدد كبير من التحديات التي تواجه التعليم للأقلية العربية المسلمة في بريطانيا.
7.   اقتصار عمل أغلب المدارس العربية في بريطانيا على العمل في إجازة نهاية الأسبوع.

المبحث الثاني: المقترحات لمواجهة التحديات التعليمية التربوية التي تواجه الأقلية العربية المسلمة في بريطانيا:
في ضوء نتائج الدراسة يطرح الباحث، بعض الحلول المقترحة لمواجهة التحديات التعليمية التربوية التي التربوية التي تواجه الأقلية العربية المسلمة في بريطانيا، ومن أهم هذه المقترحات ما يلي:
أولاً: توحيد الجهود بين المدارس العربية في بريطانيا، بدلاً من الجهود الفردية، مع وضع إستراتيجية تربوية وتعليمية شاملة ومحددة.
ثانياً: تفعيل الإعلام التربوي بين أفراد الأقلية العربية في بريطانيا من خلال: القنوات الفضائية، والصحف المقرؤوة ، وشبكة الإنترنت.
ثالثاً: إيفاد عدد كبير من المعلمين من الدول العربية للتدريس في المدارس العربية في بريطانيا.
رابعاً: قيام الجامعات العربية بفتح فروع لها ، لتقديم خدماتها للطلاب العرب في بريطانيا.
خامساً: الدعم المادي للمدارس العربية في بريطانيا من خلال جامعة الدول العربية ومن خلال المنظمات والهيئات والمؤسسات العربية المختلفة.
سادساً: إعداد مناهج دراسية موحدة للمدارس العربية ببريطانيا، تتناسب مع الهوية العربية الإسلامية وتراعي الحياة الاجتماعية للطلاب في بريطانيا.
سابعاً:  تخصيص عدد كبير من المنح الدراسية لأبناء الجاليات الإسلامية، ليعودوا مرة أخرى لنقل ما تعلموه إلى إخوانهم في صورة دورات تدريبية، على أن تقدم هذه المنح المؤسسات الإسلامية الكبرى مثل: وزارات الأوقاف بالعالم الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، كما نقترح إعطاء منح دراسية لأبناء الأقليات المسلمة في الغرب للدراسة في جامعات البلدان الإسلاميّة، وذلك ليحلوا تدريجياً محل المدرسين المنتدبين من قبل البلدان الإسلاميّة([33]).


 



([1])  سورة الذاريات: آية 56.
([2])  سورة آل عمران: آية 19.
([3])  سورة التوبة: آية 32.
([4])  صحيح البخاري، باب رحمة الناس والبهائم، ج8، حديث رقم 6011، ص10.
([5])  العساف، صالح حمد، المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية، الرياض، مكتبة العبيكان، ط4، 1427ه، ص206.
([6])  باسنت فتحي محمود وآخر، تعليم أبناء الأقلية المسلمة في بريطانيا ، مجلة مستقبل التربية العربية، المجلد السابع عشر، العدد65، يوليو 2010.
([7])  عمارة، محمد، الإسلام والأقليات، القاهرة، دار الشروق، ط1، 1423ه، ص8.
([8])  المرجع السابق، ص7.
([9])  القرضاوي، يوسف، في فقه الأقليات المسلمة، القاهرة ، دار الشروق، ط1، 1422ه، ص15.
([10])  ويكيبيديا الموسوعة الحرة، على الرابط:
http://ar.wikipedia.org ، تم استرجاع الموقع يوم السبت الموافق 4/12/1433ه، الساعة الرابعة والنصف عصراً
([11])  عبدالغني ، أحمد، مشكلات الأقلية المسلمة في الغرب، ص8.
([12]) المرجع السابق، ص14.
([13])  المرجع السابق، ص14.
([14])  محمدين، محمد ، دراسة إحصائية عن الأقليات الإسلامية في العالم، دراسة منشورة على موقع جامعة أم القرى على الرابط التالي: http://uqu.edu.sa/page/ar/59378 ، تم استرجاع الموقع يوم السبت الموافق 4/12/1433ه ، الساعة 4 عصراً.
([15]قام الباحث بإعداد الجدول بناءً على عدد المسلمين في العالم حسب البلد للعام (2010) ، من موقع : ويكيبيديا الموسوعة الحرة.
([16])  محمود فتحي، باسنت ، تعليم الأقلية المسلمة في بريطانيا، ص234.
([17])  موقع وزارة الخارجية البريطانية. على الرابط التالي: http://www.fco.gov.uk/ar/، تم استرجاع الموقع يوم الأحد الموافق 5/12/1433هـ، الساعة 1.30 ظهراً.
([18])  المرجع السابق.
([19])  المسلمون في بريطانيا، موقع السكينة للحوار على الرابط التالي: 
http://www.assakina.com/politics/minorities/14109.html ، تم استرجاع الموقع يوم الأحد الموافق  5/12/1433ه ، الساعة 2.30 ظهراً.
([20])  جريدة الشرق الأوسط، الخميس 18 رمضان 1432ه ، العدد 11951.
([21])  المسلمون في بريطانيا، موقع السكينة للحوار على الرابط التالي: 
http://www.assakina.com/politics/minorities/14109.html ، تم استرجاع الموقع يوم الأحد الموافق  5/12/1433ه ، الساعة 2.30 ظهراً.
([22])  محمود فتحي، باسنت ، تعليم الأقلية المسلمة في بريطانيا، ص292.
([23])  المرجع السابق، ص289.
([24])  موقع أكاديمية الملك فهد بلندن ، على الرابط : http://www.thekfa.org.uk
([25])  المرجع السابق.
([26])  النبذة التعريفية عن اتحاد المدارس العربية كما ذكرها الإتحاد من خلال موقعه على شبكة الإنترنت : http://www.fas-uk.org
([27])  للاطلاع موقع المدرسة على شبكة الإنترنت : http://ealingarabicschool.com/
([28])  للاستزادة زيارة موقع المدرسة الفلسطينية على الرابط التالي: http://www.palschool.org
([29])  حسب موقع المدرسة على شبكة الإنترنت ، يقصد بالممثلين : الطلاب الذين يشاركون في الأنشطة الثقافية مثل الفرق المسرحية .
([30])  للاستزادة زيارة موقع مدرسة الجالية السورية على الرابط:
http://syrianschool.net/homeaa.html
([31])  عبد الغني، أحمد، مشكلات الأقليات المسلمة في الغرب، ص53.
([32])  المرجع السابق، ص38.
([33])  المرجع السابق، ص56.


المصادر والمراجع:
1.   القرآن الكريم.
2.   صحيح البخاري، المكتبة الشاملة.
3.   باسنت فتحي محمود وآخر، تعليم أبناء الأقلية المسلمة في بريطانيا ، مجلة مستقبل التربية العربية، المجلد السابع عشر، العدد65، يوليو 2010.
4.   العساف، صالح حمد، المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية، الرياض، مكتبة العبيكان، ط4، 1427ه.
5.   عمارة، محمد، الإسلام والأقليات، القاهرة، دار الشروق، ط1، 1423ه، ص8.
6.   القرضاوي، يوسف، في فقه الأقليات المسلمة، القاهرة ، دار الشروق، ط1، 1422ه، ص15.
7.   ويكيبيديا الموسوعة الحرة، على الرابط: http://ar.wikipedia.org
8. محمدين، محمد ، دراسة إحصائية عن الأقليات الإسلامية في العالم، دراسة منشورة على موقع جامعة أم القرى على الرابط التالي: http://uqu.edu.sa/page/ar/59378
9.   موقع وزارة الخارجية البريطانية. على الرابط التالي: http://www.fco.gov.uk/ar/
10.       المسلمون في بريطانيا، موقع السكينة للحوار على الرابط التالي: http://www.assakina.com/politics/minorities/14109.html
11.                   جريدة الشرق الأوسط، الخميس 18 رمضان 1432ه ، العدد 11951.
12.                    موقع أكاديمية الملك فهد بلندن ، على الرابط : http://www.thekfa.org.uk
13.                   موقع اتحاد المدارس العربية على الرابط: http://www.fas-uk.org
14.       موقع مدارس المنتدى التعليمي الثقافي العربي-ايلنج على شبكة الإنترنت : http://ealingarabicschool.com
15.                   موقع المدرسة الفلسطينية على الرابط التالي: http://www.palschool.org
16.                   موقع مدرسة الجالية السورية : http://syrianschool.net/homeaa.html